الديكور الداخلي.. المعالج الخفي لتغيير مزاجنا من الكآبة إلى السعادة
يعد ديكور المنزل من الأمور التي يجب الاهتمام بها، فهي أداة مثيرة للاهتمام، قادرة على التأثير على مزاجنا بكل بساطة، وهي وسيلة لزيادة سعادتنا.
وعندما نقول "التصميم"، فهذا يعني بالتأكيد الألوان والأشكال والأحجام، بكل ما لهذه العناصر من خصائص وتعريفات وتأثيرات ليس على المكان وفضائه فحسب، بل على الإنسان وطبائعه أيضا.
لذلك يتجه مصممو الأثاث والديكور المنزلي للبحث عن أفكار لمبتكرات جديدة تركّز أكثر فأكثر على هذه العناصر وتوظّفها بطرق مختلفة لتحقيق نتائج باهرة، فالمسألة تتعلق براحة الفرد وتأمين سبل رفاهيته وخلق أجواء تنتشله من دوائر الضغوط والإرهاق اليومي، وتجدّد أفكاره وتمدّه بحيوية نفسية تعينه على تجاوز المعوقات.
اقتناء كرسي مريح يمنحك الاسترخاء والشعور بالسعادة |
الديكور هو الطبيب المعالج
مصممم الديكور الداخلي يؤكدون أن الديكور يلعب دوراً مهماً، وهو دور "المعالج الخفي" من خلال إثارة البسمة أو التحريض على التفكير في ما هو خارج إطار العمل، ومتطلبات الحياة المعاصرة.
وأثبتت الدراسات أن التنسيق الداخلي للمنزل قادر على تغيير المزاج، بل وقادر على التحكم في ما نشعر به من أحاسيس مثل السعادة والاكتئاب والرومانسية، لذلك من لا يشعر بالسعادة الكافية في منزله يجب التفكير في إعادة تصميمه من جديد، حسب المصممة.
ولأثاث المنزل علاقة كبيرة بالسعادة الشخصية، ولذلك يمكن اقتناء قطعة أثاث خاصة جدا بالشخص، وبمجرد الوصول للمنزل يمكنه الذهاب إليها؛ كشراء كرسي مريح بهدف الاسترخاء والاستسلام للشعور بالسعادة.
العودة للمنزل والراحة النفسية
الديكور الداخلي مرآة تعكس باطن أجوائنا الداخلية، فهو لا يقوم مقام "الدواء"، لكنه نوع من العلاج، ولا يزال في بداياته، وبات حاجة ملحة لحياتنا اليومية المعاصرة.
لافتة إلى أن العودة للمنزل تعني الراحة الجسدية، وكذلك الراحة النفسية، لذلك فأثاث المنزل وألوانه وديكوره قادرة على تغيير ما نشعر به، وإضفاء الراحة والطمأنينة في نفوسنا، إن كنا صممنا منزلنا بالطريقة التي نحب.
وترى أن التفكير في طبيعة الحياة اليومية المعاصرة يجعل المنزل وداخله لحظة محورية في مفهوم الراحة والرفاهية ورغد العيش والصحة أيضا.
توازن الأثاث والألوان
وجود قطع أثاث بأحجام تتماشى مع مساحة الغرفة، وتناسق خطوط التصميم مع المواد المستخدمة، والتناغم بين ألوانها والألوان المحيطة، والتوازن بين قطع الأثاث الرئيسية والديكور؛ تعكس شعورا بالتوازن النفسي الذي يساعد على الاسترخاء والرضا. في حين تصبح قلّة الاهتمام بهذه التفاصيل وعدم اختيارها بدقة متناهية مدعاة للكآبة والحزن.
ويفضل استخدام الألوان الأساسية بنغمات الباستيل، والأحجام التي تعتمد الخطوط المنحنية وتجنب الزوايا الحادة، وتفضيل الخشب على المعدن، والإضاءة المخفية على الإضاءة المباشرة، واختيار أقمشة الكتان أو القطن أو الحرير بدل أقمشة الأكريليك والنايلون والألياف الاصطناعية، واختيار الألوان الأحادية الناعمة بدل الصخب اللوني المرهق، فكلها مسائل تتطلب مراعاتها خبرة وبراعة وموهبة.
تناسق خطوط التصميم والتناغم بين ألوانها والألوان المحيطة يمنحان البهجة |
ارتباط الأثاث بالسعادة
اللون الأصفر يرتبط بالسعادة والاسترخاء، فهو لون موجود في الطبيعة، لذلك يساعد في خلق بيئة لطيفة وسليمة في المنزل بشكل قريب من الطبيعة.
ويظل اللون البني هو الأكثر طلبا لأنه يضفي الدفء والحميمية والشعور بالألفة والراحة، وينصح باستخدامه في غرف الجلوس.
كذلك اللون الأزرق يضفي الهدوء على غرف النوم، خاصة عند الأطفال، وفي الحدائق الخلفية والشرفات.
اللون الأصفر مرتبط بالسعادة والراحة |
تغيير الديكور يمنح السلام الأسري
تغيير تفاصيل الديكور في المنزل، الأمر الذي يخلق حالة من السلام الأسري، ويُنصح الأسرة في شتى أنحاء العالم بتغيير ترتيب تفاصيل الديكور المنزلي بين الحين والآخر عن طريق نقل قطع الأثاث من أماكنها، وتبديل الغرف، أو تبديل ألوان أغطية المقاعد، وتبديل اللوحات الجدارية والمزهريات وقطع سجاد الأرضيات والتحف والستائر بين الحين والآخر.
وجهات الموضة الحديثة في تصاميم الديكور الداخلي
صيحات الموضة في مجال الديكور الداخلي لا تنتهي لما تحتويه من تصاميم عصرية للأثاث والمفروشات والإكسسوارات وألوان جريئة ومتألقة ومتجددة.
كما أن ديكور المنزل يعكس شخصية قاطنيه ويؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على تفاصيل حياتنا اليومية، لذلك يجب الاهتمام بكل تفاصيله، من حيث الألوان والإضاءة واستثمار المساحات، بما يتناسب مع أذواقنا ويضفي جمالية على المكان.
أبرز الاتجاهات التصميمية الحديثة في الديكور:
- موضة اللون الموحد في الديكور الداخلي تنتشر هذا العام، وتتمثل في استخدام لون واحد في الغرف مما يعطيها طابعا من الثراء والعمق.
- للفائدة : قواعد أختيار الالوان في الديكور
كان اللون الوردي الفاتح هو المفضل في الألفية المنصرمة حيث شهد اهتماما قويا في السنوات القليلة الماضية، لكن هذه المرة فسح المجال للألوان النابضة بالحياة التي تضفي حيوية على التصميمات وتبعث مشاعر الفرح والسلام، منها اللون المرجاني والبرتقالي الدافئ وغيرها.
- النباتات الخضراء جزء رئيسي من التصميم الداخلي وخاصة في فصل الصيف حيث كان لها حضور قوي في معظم تفاصيل الديكور المختلفة، في غرف المعيشة والصالونات وحتى في المطابخ.
كما أنه يمكن تسمية هذه الصيحة بـ"لمسة من الغابات"، وهذا ما يظهر واضحا في استمرار درجات الأخضر الداكن غير اللماع في التألق. ويبدو أن تأثيرها الهادئ الذي يعزز من الطاقة الإيجابية في المنزل، هو ما يجعلها تستمر لعام آخر.
- لون التيراكوتا أو البرتقالي الدافئ أو الطين المحروق يضفي دفئا وحميمية على أي مساحة، ويعمل كخلفية مثالية تبرز الديكورات والأثاث من الألوان الفاتحة أو المحايدة.
- اللون المرجاني، هو الأبرز في ديكور الحوائط والأعمدة ويضفي جوا دافئا على المنزل.
قطع الأثاث
أصبحت قطع الأثاث المتطابقة الآن مملة وغير مألوفة، ليحل مكانها الإكسسوارات المنزلية المتفردة والمصنوعة يدويا وإطارات الصور والأثاث ذات الحواف المستديرة.
كذلك الخشب لا تبطل موضته سواء في الأرضيات أو في الأبواب، وهناك نوعان أساسيان هما الخشب الصلب والخشب اللين. يمتاز الخشب الصلب (البلوط والجوز والزان والماهوغني والتك) بخواص تجعله يناسب الأرضيات والأبواب والأثاث الراقي، نظرا لخلوه من العقد غالبا، ولعمره الزمني الطويل، بالإضافة إلى مقاومته الجيدة للرطوبة.
من جهة أخرى، يناسب الخشب اللين (السويدي والأبيض والتنوب) استعمالات النجارة الدقيقة، بالإضافة إلى أرضيات "الباركيه" وبعض الأثاث. باختصار الخشب يدعو إلى الاتحاد مع الطبيعة ويضفي عمقا على المنزل.